عذراً لأنفسنا لأننا عراقيون!

محمد عمر
عذراً بلدي، عذراً أيها العراق، عذراً أيها الجريح، هل ستبقى تمرض ولا تموت؟، من أين لك طاقة التحمل هذه؟، هل ستبقى دائماً حاملاً لاسم "الوطن" دون إعطاء مصطلح "الوطن" حقه؟.
ها هو المنتخب الكوستاريكي يرفض ختم جوازات لاعبيه بختمك "وطني"، ألهذه الدرجة من الخزي والضعف والعار وصلت اليها بلدي؟، عفواً أقصد "وطني"؟.
عزيزي "وطني"، محافظ عراقي تابع لاسمك يا عراق، في وقتٍ متأخر جدا من ساعات الليل المتأخرة، يذهب بطائرة خاصة مع وزيرٍ سابق ورئيس لاتحاد كرة قدم حالي، ليقنع الجانب الكوستاريكي بالعدول عن القرار والمجيء بطائرة خاصة معززين مكرمين من الكويت الى البصرة، والنتيجة بكل برود، رفضٌ مستمر..عذرًا "وطني" مرة أخرى، ذكرني بتعريف مصطلح "الهيبة" رجاءاً!، قلتُ الهيبة ولم أقل الكرامة، لأنها والله ثقيلة على لساني عزيزي "وطني".
حقاً ولوهلةٍ نسيت تعريف الوطن، أهو حقًا ملجأي من الأزمات؟، ملجأي من الصدمات؟، ملجأي لأشعر بالراحة والطمأنينة؟، ملجأي حينما أشتاق؟، ملجأي لأبكي؟، ملجأي لأضحك؟ ملجأي لأشعر بالأمان؟.
ولمدرب منتخبنا الجديد، آسف جدا لهذه البداية الكارثية، من يأتي للعراق يجب أن يعتاد على مثل هكذا فضائح سيدي، فقبلك الكثير تلقى ما تلقاه، أدفوكات لم يصل العراق حتى، كاتانيتش وبمؤتمر صحفي وحضور اعلامي كبير اشمأز من طعم العصير المقدم إليه، وقبلهم الكثير الكثير، ذكرت آخر أنموذجين فقط يا كاساس.
جمهورنا العزيز أيضا ممن اشترى تذاكر المباراة، وأتى من كل حدب وصوب، ليست بالجديدة عليكم، وكالعادة ستهتفون بالروح بالدم نفديك يا عراق، وكالعادة سترتجف قلوبكم حين تعزف موسيقى هل أراك سالماً منعماً وغانماً مكرماً، كم مؤلمة هي تلك الكلمات، شعب تغلبه العاطفة دوماً، ويبدو أن الشعب أيضًا يخطو خطى بلده، فهو الآخر يمرض ولا يموت.
ولاتحادنا المتمثل بنجم الكرة العراقية السابقة، سد دوكان كما يطلقون عليه، قذيفة كوريا إن صح القول.
أين ستذهب الـ500 ألف دولار التي صرفت على المنتخب الكوستاريكي؟، أما كان بالإمكان ايها الرئيس انهاء الأمر منذ البداية وإرسال الطائرة الخاصة بدلًا من الطرق البرية؟، أم أن الأمر يتم فقط عند "خراب البصرة"، ودعني أقول خراب سمعة العراق بأكمله، فيا سيدي عدنان درجال، من يسعى للتغيير وبهدف سام من أجل عيون العراق كما ذكرت في آخر لقاءاتك التلفزيونية، ويستغل رأفة وعاطفة الشعب، يجب أن يركز على جزئيات الجزئيات وتفاصيل التفاصيل، فهذه ان لم أبالغ ستبقى وصمة وأثر سلبي في حقبتك، ورحم الله امرأً جب الغيبة عن نفسه!.
بعد كل ما حصل، أتمنى وبشدة أن لا يؤثر الأمر على اقامة بطولة كأس الخليج على الاراضي العراقية في الأيام القادمة، فكما هذه ستكون وصمة على جبين درجال، كذلك نجاح بطولة الخليج ستكون وصمة ولكن ذهبية وخالصة الذهب، خصوصا بعد غياب البطولة عن الاراضي العراقية لمدة تزيد عن 40 عاما.
هل سأرى الجلال والجمال والسناء والبهاء في رباك يا وطني؟ هل سأرى الحياة والنجاة والهناء والرجاء في هواك يا حبيبي؟، ولو كان الجواهري على قيد الحياة، هل كان سيبقى ينادي اسم العراق بضم العين؟، لا اعتقد ذلك فالعين كُسرت، وكُسرت قبلها قلوب العراقيين أجمع.
إقرأ ايضاً
- 28 September
- 28 September
- 28 September
- 28 September
- 28 September
- 28 September