إنما يفضح العاشق وقت الرحيل

إنما يفضح العاشق وقت الرحيل
إنما يفضح العاشق وقت الرحيل

محمد عمر

يا من عاش مع الأجيال الذهبية، يا من حقق ما حققه مع البلاوجرانا والمنتخب، يا من أفنى حياته خدمة لشعار النادي، وخدمة للكتلان بكل رحابة صدر وفدائية، وبروحه وجسده، بل بقلبه وعقله قبل قدميه، وداعاً.

نعم سيداتي سادتي، رحل من كان يدافع بالصغيرة والكبيرة عن مقام البارسا، رحل من كان يجاور بويول في عام السداسية التاريخية، ذاته هو من كان يجاور ماسكيرانو في عام الخماسية التاريخية، رحل من كان يقف أمام الحكام كالسيف، رحل من كان شوكة في داخل أفواه بعض الجماهير، أما السادس وسحب القميص للأسفل، فهنا سأسكت قليلاً.

وعن عظمة جمهور الكتلان أتحدث، أحقاً من بكى ليلة الوداع هم أنفسهم من صفروا استهجانًا بعد اخفاق ليلة الإنتر؟، أحقاً من أشار بيديه منكم بأصابع الكف الخمسة هم أنفسهم من صفَّر استهجانا ليلة الإنتر؟، نعم عظيمون، وعظيمون جداً، حدثني إن استطعت عن جمهورٍ بقي مشجعًا لفريقه بعد خسارة بالـ8 في البطولة الأقوى في العالم، حدثني عن جمهورٍ بقي مواظباً على حضور مباريات فريقه بعد خروج أيقونة الفريق واسطورته وصانع أمجاده، نعم عظيمون بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وسأقول للفئة القليلة جداً والتي تكاد لا تُذكر ممن باعت التذاكر ليلة فرانكفورت، لم ولن تُحسبون على عظمة هكذا نادي، ولن تُذكروا في المستقبل الا كوصمة عارٍ على جبينكم أنتم، لأن الجميع رأى ما رآه في اعتزال بيكيه.


العامان السابقان نسيناها وكأنها لم تُلعب أصلا لحظة اعلانكَ الإعتزال يا جيرارد، فـ30 لقباً مع برشلونة، كفيلة بأن نتغاضى احتراماً ومحبةً، 6 في السوبر الإسباني، 3 في دوري أبطال أوروبا، 3 في كأس السوبر الأوروبية، 3 في كأس العالم للأندية، 8 ألقاب في الدوري الإسباني، 7 ألقاب في كأس ملك إسبانيا.

لم ولن أعتبره وداعًا، فأنت قلت أنك ستعود، وكما خرجت من الباب الكبير، ستدخل منه أيضا، الفارق فقط سيكون دموع فرحٍ وليس دموع حزن وفراق