للمرة الرابعة.. القضاء العراقي يؤجل جلسة محاكمة قتلة هشام الهاشمي

للمرة الرابعة.. القضاء العراقي يؤجل جلسة محاكمة قتلة هشام الهاشمي
قرر القضاء العراقي، وللمرة الرابعة على التوالي، تأجيل جلسة محاكمة قتلة الخبير الامني والستراتيجي هشام الهاشمي.
 
وذكرت مصادر ان القضاء العراقي قرر تأجيل جلسة محاكمة قتلة الخبير الأمني والستراتيجي هشام الهاشمي الى 31 من شهر آب المقبل.
 
يشار الى انه في السادس من تموز 2020، قام ثلاثة مسلحين يقودون دراجات نارية باعتراض سيارة الخبير الأمني والستراتيجي هشام الهاشمي أمام منزله في منقطة زيونة في العاصمة بغداد، وأطلقوا النار عليه، ونُقل بعدها إلى مستشفى ابن النفيس حيث توفي هناك.
 
هشام عبد الجبّار الهاشمي (9 أيار 1973 - 6 تموز 2020) حاصل على البكالوريوس في الإدارة والاقتصاد من قسم الإحصاء في كلية الإدارة والاقتصاد (الجامعة المستنصرية) سنة 1994 والماجستير 2015 والدكتوراه في العلوم السياسية 2019 في كلية العلوم السياسية (جامعة بغداد) والإجازة العلمية في الحديث النبوي ودراسة وتحقيق الوثائق والمخطوطات من المحدث صبحي السامرائي، ولديهِ اهتمام بالتاريخ الإسلامي وبالذات سيرة وتاريخ الحافظ الذهبي.
 
عمل في دراسة وتحقيق المخطوطات التراثية الفقهية والحديثية، أعتقل وأودع السجن لمدة 6 شهر من قبل نظام صدام حسين بتهمة انتمائه إلى السلفية المتشددة، ثم خرج من السجن مطلع العام 2002، وبعد غزو العراق عام 2003 انصرف إلى العمل في الصحافة، وبدأ يشارك في كتابة التقارير والوثائقيات مع الصحف والقنوات الأجنبية، وبدأ يكتب مدونة عن خريطة الجماعات المسلحة في العراق، ولم يكن يوماً عضواً في الجماعات المتطرفة، لاسيما أنصار الإسلام وتنظيم القاعدة وفروعها وداعش. 
 
عُرف عنه جرأته في مناقشة القضايا الأمنية والسياسية في العراق، وقربه من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، وسبق أن تعرض الى العديد من التهديدات بالتصفية، لكنه لم يأبه لها، بل كان يخرج يوميا في وسائل الاعلام للحديث عن مختلف الملفات الساخنة في العراق، السياسية والأمنية وغيرها، حتى أن وزارة الدفاع الأميركية كانت تعتمد عليه في تحليله للمناطق الساخنة وكيفية التعامل معها، وأماكن تواجد عناصر القاعدة وداعش وغيرها من التنظيمات الارهابية، اضافة الى معرفته بالفصائل المسلحة المقربة من ايران، بحكم خبرته ودرايته بهذا المجال.
 
في السادس من تموز 2020، أعلنت الشرطة مقتل هشام الهاشمي بعد انتهائه من مقابلة تلفزيونية انتقد فيها أنشطة الجماعات المسلحة المسؤولة عن إطلاق الصواريخ ومهاجمة البعثات الدبلوماسية في المنطقة الخضراء ببغداد.
 
ولاقت عملية اغتيال الهاشمي ردود افعال غاضبة، من الاوساط السياسية والشعبية المحلية والدولية، وطالبوا فيها السلطات الامنية القبض على المشاركين بعملية اغتياله وتقديمهم للقضاء بأسرع وقت ممكن.
 
یوم 7 تموز 2020، شيع عشرات المتظاهرين هشام الهاشمي بجنازة رمزية غاضبة في ساحة التحرير وسط العاصمة العراقية بغداد، ولأكثر من ساعتين، طالبوا خلالها الحكومة بالقصاص من قتلة الهاشمي.
 
رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، أعلن منتصف تموز عام 2021 أن السلطات العراقية ألقت القبض على من قتلوا الباحث هشام الهاشمي الخبير في شؤون الأمن والجماعات المسلحة، حيث كتب الكاظمي، في حسابه عبر تويتر: "وعدنا بالقبض على قتلة هشام الهاشمي وأوفينا الوعد، وقبل ذلك وضعنا فرق الموت وقتلة أحمد عبد الصمد أمام العدالة، وقبضت قواتنا على المئات من المجرمين المتورطين بدم الأبرياء".
 
أحد المشاركين في اغتيال الهاشمي، يدعى أحمد الكناني، تولد 1985، اعترف بانتمائه إلى مجموعة خارجة عن القانون، وحسب اعترافاته فإنه تعين في سلك الشرطة عام 2007، ويحمل رتبة ملازم أول في وزارة الداخلية، وقال: "تجمعنا في منطقة البوعيثة وذهبنا بدراجتين وعجلة نوع كورلا لتنفيذ عملية الاغتيال، لكن الانباء المتضاربة تشير الى انه تم تهريبه الى الخارج، وفور ان علمت اسرة هشام الهاشمي بذلك هربت من البلاد، خوفاً على حياتها.
 
قبيلة كنانة، التي ينتمي اليها الضابط المذكور، أعلنت تبرؤها من القاتل، إذ أكد الزعيم القبلي عدنان الدنبوس، أنه "باسمي شخصيا ونيابة عن قبيلة كنانة قبيلة التضحيات والبطولات والمواقف الوطنية عبر التاريخ والعصور نعلن البراءة وشجب واستنكار هذا الفعل من المجرم القاتل المدعو (أحمد حمداوي عويد معارج) المدان بارتكابه عملية اغتيال الشهيد هشام الهاشمي"، مضيفاً: "نعلنها بصراحة وبدون ترد من قول كلمة الحق (كنانة لايمثلها القتلة والمجرمون)، ونطالب السلطات التنفيذية والقضائية بانزال أشد العقوبات والقصاص العادل من هذا المجرم ومن خطط له أمام الشعب وبمكان ارتكابه الجريمة النكراء".