أزمة مياه حادة وسط ديالى والموارد المائية تحدد السبب

أكد المتحدث باسم وزارة الموارد المائية عون ذياب، إن انخفاض منسوب المياه في نهر خريسان وسط مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى لا يثير القلق، وإن الوضع مسيطر عليه ولا توجد مشكلة حادة، في رد على توقف مشاريع الماء المغذية عن العمل، بسبب انخفاض مستوى الماء الخام في نهر خريسان وانقطاعه بصورة حادة.
وقال ذياب اليوم الجمعة (20 آب 2021)، إن "انخفاض منسوب المياه في نهر خريسان أحد فروع نهر ديالى، والذي يمر في وسط قضاء بعقوبة، مغذيا مناطق التحرير والزراعي وشفته وغيرها من المناطق المحيطة وإلى بزايز ناحية بهرز، والذي يعد شريانا رئيسيا للمدينة، هو بسبب عملية إجراء المراشنة التي تنظم توزيع كميات المياه الخام وحصصها على الأنهر".
ذياب أكد، أنه "ليست هناك مشكلة حادة، وأن الموضوع لا يدعو إلى القلق، وإنه تمت إعادة فتح اطلاقات المياه الخام إلى النهر، ويوم غد سيعود منسوبه إلى وضعه الطبيعي"، لافتا إلى أن "الوزارة قد أمّنت مياه الشرب إلى بعقوبة، وإن تغذية جميع محطات المياه سليمة، وباستثناء مياه الري التي تأخذ بعض الوقت وما يتناسب مع قدرة الأراضي على التحمل".
وبحسب صفحة تحمل اسم إعلام ماء بعقوبة الشرقي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، قالت اليوم الجمعة (20 آب 2021)، إن "مشاريع الماء المغذية إلى مناطق (التحرير، الزراعي، شفته، وبهرز) قد تم ايقافها عن العمل، بسبب انخفاض مستوى الماء الخام في نهر خريسان وانقطاعه بصورة حادة، وإن على المواطنين الترشيد في استخدام المياه.
كما وجهت مناشدة إلى مديرية الموارد المائية لاطلاق الماء الخام، محذرة من حدوث شحة حادة فيما إذا استمر انخفاض الماء في النهر، وارتفاع درجات الحرارة، وعدم استقرار التيار الكهربائي.
واتهم العراق، في وقت سابق، إيران، بقطع مياه نهري سيروان والكارون عن البلاد، ما تسبب بشح المياه في محافظة ديالى شرقي البلاد، والتأثير على نوعيتها في شط العرب أقصى جنوب العراق.
جاء ذلك في تصريحات لوزير الموارد المائية العراقي مهدي رشيد الحمداني خلال لقائه بمكتبه في العاصمة بغداد، وكيل وزارة الخارجية العراقي نزار الخير الله، وفق بيان لوزارة الموارد المائية.
وأكد الحمداني ضرورة عقد لقاءات مع الجارة إيران لغرض تحديد الإطلاقات المائية وتقاسم الضرر الناتج عن الشح المائي الذي تمر به عموم المنطقة خاصة بعد قطعها لنهري الكارون وسيروان.
وزير الموارد المائية العراقي وصف الخطوة الإيرانية بأنها تسببت بشح مائي في محافظة ديالى، فضلا عن تأثيرها على نوعية المياه في شط العرب.
وفي وقت سابق من يوم الثلاثاء (10 آب 2021)، أفاد مدير الموارد المائية في محافظة ديالى مهند المعموري، بأن نسبة ايرادات المحافظة من المياه المتدفقة من الجانب الايراني انخفضت الى الصفر، وهذا سيؤثر سلباً على المحافظة.
المعموري، إن "الموارد المائية في المحافظة تعتمد بشكل رئيس على نهر سيروان، والذي يطلق عليه نهر ديالى المتدفق من ايران، وتصل نسبة اعتماد الموارد المائية في محافظة ديالى 70 بالمائة".
واشار الى ان "خزين المياه في المحافظة يكفي فقط لشرب المياه وسقي البساتين، ولكن لا توجد خطط صيفية للمزارعين، ما سيؤدي الى تأثر الخطة الشتوية القادمة للمزارعين"، معللا ذلك الى "عدم وجود خزين مائي ولا ايرادات مائية من اجل تنفيذ هكذا خطط في المحافظة لهذا الموسم الحالي".
المعموري بين ان "اغلب الاراضي في محافظة ديالى هي اراض زراعية تعتمد بالشكل الرئيس على نهر ديالى، والمزارعين في المحافظة يعتمدون على الخطة الشتوية، التي لم تستطع المديرية تقديمها الى الان، بسبب توقف تدفق المياه من الجانب الايراني".
واوضح المعموري ان وزارة الموارد المائية وبالتعاون مع وزارة الخارجية ورئاسة الوزراء معنية بمتابعة الموضوع مع ايران، مردفا ان "هناك تحضيرات للوزارة لاجتماع مرتقب مع الجانب الايراني من اجل حل ازمة المياه".
وأعرب المعموري عن أمله في التوصل الى نتائج مرضية، تنقذ محافظة ديالى من خطر فقدان المياه والتي ستؤدي الى خسائر في المحاصيل الزراعية في المحافظة.
كما كشف مسؤول شعبة الزراعة في مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى، حيدر عبد اللطيف، عن كارثة تهدد المحافظة بسبب شحة المياه التي أصابت ديالى، وبالتالي التأثير على مئات الدونمات المزروعة.
وقال عبد اللطيف يوم الاثنين الماضي (9 آب 2021) إن "آلاف الدوانم من بساتين الحمضيات المتميزة على مستوى العراق والتابعة إلى بعقوبة مركز المحافظة مهددة بالهلاك، وذلك بسبب شحة المياه التي ضربت المحافظة ونهرها ديالى على وجه الأخص".
وأضاف أن "شعبة زراعة بعقوبة وجهت كتاباً رسمياً إلى مديرة الزراعة في المحافظة يبلغها بوصول بساتين الحمضيات في المدينة إلى مرحلة الذبول، وبدوره قام مدير الزراعة حسين خضر بكشف ميداني سريع مع أعضاء من دائرة الموارد المائية وأطلعوا على الوضع، ليقوموا بمخاطبة مديرية الموارد المائية وإعلامهم بالوضوع الحالي، على أمل إيجاد حل باسرع وقت ممكن".
ولفت عبد اللطيف إلى أنه "لا يوجد حل لانقاذ تلك البساتين والاراضي الزراعية الشاسعة، إلا من خلال زيادة الإطلاقات المائية"، مشيراً إلى أن مديرية الزراعة في المحافظة تعمل على مفاتحة المحافظ مثنى التميمي، على أمل إيجاد حل للمشكلة.
ونوه إلى أن "البستاين الأكثر ضرراً، هي بساتين قرية الهويدر حيث يقدر حجم الاضرار بـ1200 دونم، ومن ثم تليها بساتين قرى شفتة وجزء من خرنابات والتي يقدر حجم الضرر فيهما بحدود 500-600 دونم".
يشار إلى أن وثيقة رسمية، أفادت بوصول بساتين الحمضيات في مدينة بعقوبة، إلى مرحلة "الذبول الدائمي" بسب شحة المياه، فيما حذرت من هلاك آلاف الدونمات المزروعة جراء ذلك، حيث بلغت دورة المياه أكثر من 70 يوماً في قرية الهويدر و40 يوماً في قريتي خرنابت وشفته.
وقضاء بعقوبة، هو أحد الأقضية العراقية، مركزه مدينة بعقوبة، وأكبر قضاء من حيث السكان في محافظة ديالى، يبلغ مساحته 580 كم2 ويقدر عدد سكانه بنحو 487 الف نسمة، ويتبع القضاء اربع نواحي هي: العبارة، بهرز، كنعان، خان بني سعد، والغالبية.
وخلال هذا العام، انخفضت معدلات إيرادات نهري دجلة والفرات بحوالي 50% عن معدلاتها الطبيعية خلال الأعوام الماضية، ليتسبب انخفاض مليار لتر مكعب واحد من المياه بخروج 260 ألف دونم من الأراضي الزراعية المنتجة عن الخدمة، بحسب إحصائيات شبه رسمية.
كما ويخسر العراق في ذات الوقت آلاف المليارات المكعبة سنوياً بسبب ما يمكن تسميتها بالحرب المائية التركية الإيرانية عليه.
إقرأ ايضاً
- 28 September
- 28 September
- 28 September
- 28 September
- 28 September
- 28 September