الكاظمي "يستعين بمستشاريه" قبل جولة واشنطن و"المقاومة" تحدد شرطاً مقروناً بهدنة

زيارة رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي المرتقبة إلى الولايات المتحدة الأميركية، والتي سيلتقي خلالها الرئيس الأميركي جو بايدن يوم 26 من شهر تموز الجاري، قد تحمل عدة ملفات، لكن يبدو أن أهمها هو مصير تواجد القوات الأميركية في العراق، في ظل تكرار استهداف مقرات وأماكن تواجد هذه القوات في عدد من المدن العراقية، والتلويح المستمر للفصائل المسلحة بإخراج القوات الأميركية دون شرط.
الكاظمي، استبق زيارته لواشنطن بتصريح ذكر فيه أن الهدف من زيارته هو لإنهاء الوجود القتالي الأميركي "لأن قواتنا أصبحت جاهزة"، رغم ان العديد من الجهات السياسية والأمنية تؤكد أن القوات العراقية غير مستعدة لتولي الملف الأمني بشكل كامل، من دون مساعدة قوات التحالف الدولي.
وسبق أن أجرى الكاظمي زيارة إلى الولايات المتحدة الأميركية في (18 آب 2020)، التقى خلالها الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، بهدف تعزيز العلاقات بين البلدين، لكن تلك الزيارة لم تسفر عن تهدئة الأجواء بين الفصائل الشيعية المسلحة في العراق، والقوات الأميركية، والتي استخدمت فيها عدة أساليب، منها عبوات تستهدف ارتال القوات الأجنبية، مروراً بصواريخ الكاتيوشا والغراد، وأخيراً وليس آخراً شن هجمات بطائرات مسيرة تحمل متفجرات.
"العراق ساحة صراع"
رئيس الحكومة العراقية، وجّه اتهاماً لـ"جماعات اللادولة" مفاده أنها تريد تحويل العراق إلى "ساحة صراع" وهي التي تستهدف البعثات الدبلوماسية وقوات التحالف، "لذلك أخذنا خطوات حقيقية لحماية البعثات الدبلوماسية، واعتقلنا مجموعة كبيرة من المتجاوزين وسوف نحمي كل مؤسسات الدولة".
الفصائل المسلحة ترى أن على الكاظمي أن يكون "ممثلاً" للشعب العراقي وليس "وسيطاً" بينها وبين الولايات المتحدة الأميركية، مشيرة إلى أنها الآن في "هدنة" و"تهدئة" لعملياتها العسكرية ضد القوات الأميركية في العراق.
"فرصة للتهدئة"
المتحدث باسم كتائب سيد الشهداء كاظم الفرطوسي: "نحن لا نريد أن يكون الكاظمي وسيطاً بين شعبه، وبين دولة قتلت شعبه"، في اشارة الى القوات الاميركية، مردفاً أن "الكاظمي مطالب بأن يكون صاحب موقف وأن يمثل شعبه، ولديه رؤية في حال تمت جدولة انسحاب القوات الأميركية أو لم تتم جدولتها".
الفرطوسي لفت إلى "وجود فرصة من فصائل المقاومة لتهدئة العمليات العسكرية، إلى حين معرفة مخرجات زيارة الكاظمي الى الولايات المتحدة الأميركية"، عاداً زيارة الكاظمي الى واشنطن "إبلاغاً من الشعب لأميركا بسحب قواتها، وليس تفاوضاً معها، في سبيل الذهاب بعلاقات دبلوماسية تحترم فيها مطالب الشعب العراقي بإخراج القوات الأميركية من البلاد".
واستهدف نحو خمسين هجوماً صاروخيّاً أو بطائرات مسيّرة المصالح الأميركيّة في العراق منذ بداية العام، وتُنسب هذه الهجمات التي لم تتبنّها أيّ جهة، إلى فصائل شيعية مسلحة، حيث استهدف هجوم كبير في السابع من تموز قاعدة عين الأسد العسكرية في غرب العراق وسقط 14 صاروخاً من دون تسجيل إصابات، بالمقابل شنت الولايات المتحدة من جهتها ضربات نهاية حزيران على مواقع للحشد في العراق وسوريا، ما أسفر عن مقتل نحو عشرة مقاتلين.
"قد يبقى مستشارون أميركان"
من جانبه، قال عضو مجلس النواب العراقي صفاء الغانم،إنه "اذا كانت زيارة الكاظمي الى الولايات المتحدة الأميركية فيها مصلحة للطرفين، فلا بأس بها"، مشيرا إلى "الوضع المتوتر في المنطقة، والذي أحد أسبابه الصراع الايراني - الاميركي، والذي ألقى بظلاله على العراق".
الغانم أوضح أن "العراق بات محوراً للتهدئة بين طهران وواشنطن، ووسيطاً بينهما"، مبيناً أنه "تم التصويت على خروج القوات الأميركية سابقاً، لكن الحكومة العراقية قد ترتأي الابقاء على بعض المستشارين الأميركيين".
ولا يزال هناك نحو 3500 جندي أجنبي على الأراضي العراقيّة، بينهم 2500 أميركي، لكنّ إتمام عمليّة انسحابهم قد يستغرق سنوات.
"الكاظمي يستعين بمستشاريه"
بدورها، قالت عضو مجلس النواب العراقي اخلاص الدليمي أن "كل الأصوات تنادي بخروج القوات الأميركية من البلاد"، متوقعة أن "الكاظمي لن يجر وراء هذه الأصوات، على اعتبار أن الوضع في البلاد لا يسمح بذلك".
الدليمي أضافت أنه "نظراً للتوتر بالشأن الداخلي والخارجي، ربما يعاد النظر بآلية تواجد القوات الأجنبية، لكن من غير الممكن إنهاء هذا الوجود، كما أن "الكاظمي استعان بالمستشارين وقادة الأجهزة الأمنية بهذا الصدد، قبل سفره إلى واشنطن".
الدليمي، رجحت أن "تكون هنالك آلية معززة وموثقة بين الجانبين أكثر من السابق، وكلما زادت هجمات الفصائل المسلحة أصبحت المطالبات بالإبقاء على القوات الاجنبية، حقيقية، على اعتبار أن القوات الأمنية العراقية لا تمتلك الجاهزية الكافية لحد الآن، في ظل بقاء مخاطر تنظيم داعش على الأرض العراقية، لاسيما في محافظات نينوى وكركوك وديالى ومناطق أخرى، والتي عادة ما يشن فيها عناصر التنظيم هجمات مباغتة على القوات الامنية العراقية والمواطنين، وبالتالي فإن ذلك يتطلب وجود قوات التحالف الدولي".
ولفتت إلى أنه "في حال استقرار العراق من الناحية الأمنية، وتوقف هجمات الفصائل المسلحة، وتوقف عمليات القتل والاغتيالات، وقتها يمكن مغادرة القوات الأجنبية".
وزارة الخارجية العراقية أعلنت وصول وزيرها فؤاد حسين على رأس وفد تفاوضي الى العاصمة الاميركية واشنطن لعقد جولة جديدة من الحوار الستراتيجي بين البلدين، المُزمع إجراؤها في 23 تموز الجاري بين العراق والولايات المتحدة الأميركيّة.
ويرأس الوفد العراقي في هذه الجولة التفاوضيّة وزير الخارجيَّة فؤاد حسين، بالمقابل سيكون على رأس الوفد الأميركيّ وزير الخارجيَّة أنتوني بلينكن، وتمهد جولة المُفاوضات هذه للحوار الذي سيقوده رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظميّ عن الجانب العراقيّ، والرئيس الأميركيّ جو بايدن.
ومن المؤمل أن يستقبل الرئيس الأميركي جو بايدن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في 26 تموز الجاري في واشنطن، حسبما أعلن البيت الأبيض، وستتيح هذه الزيارة "تأكيد الشراكة الستراتيجية" بين البلدين.
وأشارت الرئاسة الأميركية إلى أنّ بايدن "يتطلع أيضاً إلى تعزيز التعاون الثنائي مع العراق في القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية" وخصوصا "الجهود المشتركة لضمان الهزيمة الدائمة" لتنظيم داعش. ويُفترض أن يؤدّي الحوار الستراتيجي بين بغداد وواشنطن إلى وضع جدول زمني لانسحاب التحالف الدولي الذي يحارب تنظيم داعش.
وبحسب المعلومات فإن وفد إقليم كوردستان، المرافق للكاظمي في زيارته إلى واشنطن، يتألف من رئيس ديوان رئاسة إقليم كوردستان، فوزي حريري، وسكرتير مجلس وزراء إقليم كوردستان، آمانج رحيم، وممثل وزارة البيشمركة، هجار إسماعيل، ومسؤول مكتب نائب رئيس إقليم كوردستان، لاوك صلاح.
إقرأ ايضاً
- 06 June
- 06 June
- 06 June
- 06 June
- 06 June
- 06 June