انتشال 93 جثة من تحت الأنقاض في أحياء متفرقة داخل مدينة الموصل القديمة

انتشال 93 جثة من تحت الأنقاض في أحياء متفرقة داخل مدينة الموصل القديمة


أعلن الدفاع المدني، انتشال 93 جثة من تحت الأنقاض في أحياء وأزقة متفرقة داخل مدينة الموصل القديمة على الرغم من دخول السنة الرابعة لتحرير المدينة.

ونقلت مصادر، عن مدير الدفاع المدني في نينوى، العميد حسام خليل، اليوم الثلاثاء (5 كانون الثاني 2020)، إن فرق الإنقاذ التابعة الى مديرية الدفاع المدني وبالتعاون والتنسيق مع دائرة الطب العدلي وبلدية الموصل تمكنت من انتشال 93 جثة من ضحايا "داعش" تعود لمدنيين عزل قتلوا داخل أحياء الموصل القديمة وسلمت جميعها للطب العدلي.

 خليل أضاف أن "انتشال الجثث جاء خلال عملية رفع الانقاض على خلفية الشروع بإعمار المناطق والأحياء والمؤسسات الحكومية المدمرة التي "داعش" تحتجز المواطنين داخلها، ويإاعدام أغلبهم بشكلٍ جماعي بحسب مصادر "أمنية.

واشار خليل الى ان فرق الدفاع المدني تقوم بتسليم الجثث التي يتم العثور عليها بين الحين والاخر الى دائرة الطب العدلي لإجراء فحوصات الحمض النووي لها بغية التعرف عليها ما إذا كانت تعود الى مدنيين ام عناصر "داعش".

وبين أن أكثر المناطق التي تم انتشال الجثث منها خلال العام 2020 هي (الشهوان والميدان والفاروق وباب لكش والقليعات) في الموصل القديمة، مشيراً إلى أن جثثاً أخرى ما تزال تحت انقاض الدمار الذي حل بهذه المناطق وتكافح فرق الدفاع المدني لانتشالها.

 

وسيطر داعش على الموصل في الفترة ما بين حزيران 2014 وحتى تحريرها بواسطة القوات العراقية في تموز 2017.

وبعد ثلاث سنوات، وبدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، أعلن العراق في كانون الأول 2017، استعادة كامل أراضيه من قبضة داعش الذي كان يسيطر على ثلث مساحة البلاد، إلا أن التنظيم لا يزال يحتفظ بخلايا نائمة متوزعة في أرجاء البلاد، وبدأ يعود تدريجياً لأسلوبه القديم في شن هجمات خاطفة على طريقة حرب العصابات.

يذكر أنه مرت أكثر من سنوات على تحرير مدينة الموصل من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، ولاتزال اكتشاف الجثث المطمورة تحت ركام المنازل والأبنية المهدمة في المدينة، والتي فجر أو سوي أغلبها بالأرض خلال الحرب مستمراً.

وكان مدير مرصد (أفاد) الإعلامي، زياد السنجري قال : "هناك الكثير من الجثث تحت أنقاض المدينة وأبنيها المهدمة، إضافة إلى تحديد نحو 85 مقبرة لم تفتح بعد، كبرى هذه المقابر تقع في منطقة الخسفة (15) كيلومتراً إلى الجنوب من الموصل والتي تضم أكثر من عشرة آلاف جثة لأشخاص قتلهم تنظيم داعش"، مضيفاً أنه "من المؤكد أنه تم تشخيص ألف جثة عثر عليها تحت الأنقاض في الموصل القديمة، إضافة إلى 6000 جثة غير معروفة الهوية لأشخاص نزحوا إلى الموصل وحوصروا فيها خلال المعارك".

ووضح مدير المرصد خلال الشهر الماضي، أنه "تم حتى الآن التعرف على 6150 جثة لأطفال ونساء، وهناك 5000 جثة لمجهولين في نينوى بينها جثث لمدنيين ولقتلى داعش، والحكومة متهمة بالتقاعس في العمل على تحديد هويات الأعداد الأخرى من الجثث".

وأشار السنجري إلى أن "عمليات القصف كانت كثيفة في 2017، واستخدمت الميليشيات الإيرانية بمساعدة من القوة الجوية التابعة للجيش العراقي أسلحة محظورة دولياً كالفسفورية والصواريخ إيرانية الصنع، واعتمدت سياسة الأرض المحروقة التي أدت إلى قتل عشرات الآلاف من أهالي المدينة".

وزاد السنجري بالقول إن "الحكومة العراقية لا تخلي المدينة من الجثث لأنها تخشى انكشاف الأعداد الحقيقية للقتلى وحجم الدمار الذي حل بالمدينة، وتخشى الكشف عن حجم القتل الجماعي. الحكومات المتعاقبة والنظام السياسي التابع لإيران يزعمون أن الجثث هي لمسلحي داعش لكي يتهربوا من الإقرار بحجم الكارثة الإنسانية التي حلت بالمدينة".


من جهته نفى قائممقام الموصل، زهير الأعرجي، تلك الأرقام جملة وتفصيلاً ويقول: "بعد تحرير الموصل قامت الهندسة العسكرية وبلدية الموصل بإحصاء الجثث بعد البت في مواقفها القانونية، وتم العثور على جثث 2193 لقتلى داعش، وتم دفنها بالتعاون مع منظمة الهلال الأحمر"، موضحاً إنه تم الإصغاء إلى طلبات جميع ذوي المفقودين "وتم النظر في كل الشكاوى، ويتم العثور هنا وهناك على بعض الجثث في المدينة القديمة، لكنها جميعاً لمسلحي داعش".

وعن مقبرة الخسفة، قال الأعرجي بأن "تلك المنطقة هي الوحيدة التي توجد بها جثث لم يتم انتشالها، والسبب هو طوبوغرافيا المنطقة وطبيعتها، حيث ألقى مسلحو داعش الجثث في حفرة لا قرار لها".

ولا يزال سكان أطلال الموصل يطالبون باستمرار بالنجدة والعون، فهم يريدون تنظيف مدينتهم من الجثث التي تثير الرعب فيهم، خاصةً وأنها يمكن أن تصبح مصدراً للإصابة بأمراض جلدية ونفسية معاً.